بات من الضروري تعزيز التوعية بمفهوم التربية الرقمية كما هو مفهوم التربية بالواقع خاصة في ظل التحول الرقمي والانتشار الكبير الحاصل بالاستخدامات الحديثة والتكنولوجية وتوفر الإنترنت والأجهزة الذكية التي باتت تسيطر على اهتمام الكثيرين وخاصة الأطفال والمراهقين والشباب.


وفي هذا الإطار وضمن متابعاتها ومسؤولياتها تسعى مبادرة الأمن والآمان على الإنترنت لتقديم كل ما هو مفيد من أجل التوعية الشاملة والسليمة، وحاورت الدكتور محمد بشارات المختص في مجالات التنمية البشرية والمدرب في مجالات تنمية المهارات حول واقع التربية الرقمية والمطلوب لتعزيزه في المجتمع.

وأكد الدكتور محمد بشارات، أن مفهوم التربية الرقمية يندرج ضمن مجموعة القواعد والقيم والسلوك التي نربي عليها أبناءنا والواجب اتباعها من قبل الأهالي والمفاهيم التي من خلالها لا بد من تطوير استخداماتنا لهذه الوسائل.

وأوضح د.بشارات، أن فجوة كبيرة يعاني منها الكثير من الأهالي ما بينهم وبين أبنائهم لانشغالهم عن الأبناء في مجالات الحياة والعمل وغياب تطوير مهاراتهم بسبب التطور الهائل والكبير في المجالات التكنولوجية الرقمية.

التربية الرقمية: د. محمد بشارات:

وبين أن تقليص الفجوة أمر مهم وضروري ويتطلب من الأهالي السعي لتطوير قدراتهم في فهم التكنولوجيا والعمل على استيعاب هذا التقدم الكبير والتطبيقات المختلفة وكذلك الحوار والتواصل مع الأبناء وتربيتهم بالشكل السليم للاستخدام الآمن للإنترنت.

وبحسب د.بشارات، لابد من الإهتمام بموضوع التربية الرقمية لأهميتها الكبرى كونها أصبحت جزءا من حياتنا في ظل العصر الحديث، كما يجب تعزيز دور الأهل في هذا المجال لتوعية أبنائهم بالإستخدام الأمثل والتصفح الآمن ولحمايتهم من قضايا التحرش والإبتزاز الإلكتروني والتنمر المسيء.

وللوصول إلى هذا الأمر، أكد د.بشارات، أنه لا بد من وجود معايير وأسس من قبل الأهل للتعامل مع الأبناء والتفريق بين مفهومي التربية التي تستند للقيم والمعتقدات والمفاهيم والمواطنة الصالحة والرعاية المتمثلة بتوفير الاحتياجات، والأمر ذاته بموضوع التربية الرقمية -التربية التكنولوجية- الذي يتطلب تعليمهم الأسس والقواعد السليمة لاستخدامات التكنولوجيا الحديثة والرعاية الرقمية المتمثلة بتوفير الأجهزة التكنولوجية الحديثة.

وأكد أنه لابد من وجود معايير للتعامل مع الأبناء والعمل بمجوعة التوصيات التالية:

  • أن يكون الأب قائدا رقميا بحيث يحسن التعامل مع هذه الأدوات ليكون على قدر كاف من المعرفة.
  • أن يكون الأب محاورا ماهرا ومقنعا لأبنائه.
  • أن يكون الآباء والأمهات قدوة في الواقع الإفتراضي والتعامل الرقمي.
  • أن يتعلم الآباء والأمهات استخدام التطبيقات الآمنة واللازمة لمصلحة أبنائهم.
  • والتركيز على أهمية وضرورة متابعة الأبناء في هذا المجال الواسع وتوعيتهم باستمرار.

وأشاد د.بشارات، بتجربة ومبادرة الأمن والآمان على الإنترنت التابعة لجامعة النجاح الوطنية وشركائها والتي تعتبر رائدة في تقديم كل ما هو مفيد وضروري بهذا المجال، لافتا إلى ضرورة تعميمها حتى يستفيد منها أكبر قدر من الأهالي والأبناء.

المؤلفون

عنان الناصر

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: الابتزاز الالكتروني التنمر الإلكتروني المواطنة الرقمية تربية الأطفال


عدد القراءات: 605