لعل العالم العربي أصبح يتفوق بصورة كبيرة في نسب التواجد علي منصات الإنترنت المختلفة، وأصبحت مواقع السوشيال ميديا هي الشغل الشاغل لكافة أبناء الوطن العربي والعالم أجمع، فهناك ملايين الشباب والفتيات بل ومن الكبار أيضاً يتواجدون لأكثر من 18 ساعة يومياً علي منصات الإنترنت والسوشال ميديا والتسوق الإلكتروني، مما أبرز ما يطلق عليه " الإدمان الإلكتروني" في مجتمعاتنا، لذا لابد من السعي لحماية الجميع وخصوصية كل مواطن عربي من تلك الأمور في حياتهم اليومية.

ويعتبر الإنترنت مكاناً مميزاً للجميع، فالمجتمع العربي والدولي أجمع يبحث عن كافة التساؤلات والإجابات اللازمة لها بمختلف منصات البحث والمواقع العربية والأجنبية حول العالم، فعالم الإنترنت ملئ بالعلوم والمعرفة والتسلية والترفيه، ومن الممكن أن تضخ في العقل مالا يتوقعه أحد في الساعة الواحدة، ويطلع المتواجد عليه بكل ما يريد من معلومات وأخبار حول العالم أجمع، وتقنين وحماية المواطن العربي من كافة المساوئ في تلك المنصات الإلكترونية أمر يتحتم علي كافة الحكومات العربية السعي للعمل عليه بجدية خلال الفترة المقبلة.

والجميع في مختلف دول الوطن العربي يستخدمون الإنترنت علي مدار الساعة في المنزل والمدرسة والجامعة ومكان العمل والمكتب وغيرها من الأماكن المختلفة، فلابد من السعي بصورة مختلفة وبجدية تامة وتوحيد الحكومات العربية علي تقنين تلك الأمور عبر إقامة منصة إلكترونية موحدة للوطن العربي تنافس منصات البحث العالمية التي تقدم كل شيئ دون التفكير في أمن وآمان المواطن العربي الذي يتميز بالقيم والعادات والتقاليد القويمة التي تحميه من المخاطر اليومية في العالم أجمع، وللوقوف بصورة قوية أمام الأشخاص العابثين بنا بمعلوماتهم التي لا تطابق الواقع والحقيقة أو يقومون بالتخفي وعدم تقديم أنفسهم بالصورة الصحيحة، ويخالفون الطريق الصحيح لطرق ملتوية للإضرار بالمواطن العربي ضمن ما يسمى بالجريمة الإلكترونية، وهو ما يحتم علي الجميع الوقوف أمامه مستقبلاً.
 

نظرة للمرحلة المقبلة في علاقتنا مع عالم التكنولوجيا

ولذلك من المفترض والمطلوب خلال الفترة المقبلة أن يتم توحيد صفوف الشباب العربي من كبار الشباب المتخصصين في العالم الإلكتروني، وعمل ملتقى عربي ضخم يضم الجميع لعرض المقترحات والأفكار التي تضمن أفضل وسائل حماية وآمان للجميع ويهدف بشكل أساسي للتوعية الإعلامية والمجتمعية.
فإعداد مثل هذا الملتقى العربي لابد وأن يجمع في طياته كافة نجوم التكنولوجيا والمتميزين في تلك المجالات بمختلف الكليات والمعاهد والجامعات العربية في هذا الشأن يؤدي إلي الإتفاق علي مقترحات وتوصيات من شأنها رفع مستوي الحماية للكبار قبل الأطفال في مجال الإنترنت حول العالم العربي، ومختلف دول الوطن العربي والحكومات والجهات التنفيذية المختلفة ستشجع مثل تلك الفكرة لتوحيد صف الوطن العربي في فضاء الإنترنت الفسيح، بما يليق بقيم وقواعد العالم العربي الأصيلة.

والأهم في تلك الخطوة ضرورة التخطيط الجاد والفعال في مثل هذا الملتقى لتدشين أول وأضخم منصة بحث إلكتروني تضاهي ما يقول به محرك البحث "جوجل" حول العالم والإستفادة منه في الحماية والتأمين الإلكتروني لكافة أطياف المجتمع العربي من الشباب والأطفال والكبار والرجال والسيدات، وأن يتولي مهمة إعداده لفيف من أساتذة التكنولوجيا حول الوطن العربي، لعمل نظام فلترة لكافة المواقع التي يتم البحث عليها في الوطن العربي، مع التوصية للحكومات العربية المختلفة بأن يدعموا تلك المنصة التي تسهم بشكل كبير في خدمة وحماية وأمن الوطن العربي.

أما بالنسبة للأطفال في ذلك المجال فينبغي أن يتم العمل علي توجيههم بصورة تساعد علي نمو ورقي تفكيرهم ورفع مستوي تشغيل الذهن لديهم عبر مواقع وتطبيقات إلكترونية يتم التوصية بها والإعلان عنها في مختلف أنحاء الوطن العربي، فالطفل العربي يحتاج لمحتوي يليق به ويساهم في إخراجه بصورة تليق به أمام أطفال العالم أجمع فالطفل العربي يعتبر الأكثر ذكاءً حول العالم.

المؤلفون

كلمات مفتاحية: التوعية الاعلامية المعلمون والمرشدون الإدمان الجريمة الإلكترونية


عدد القراءات: 160