يتساءل الكثير من الآباء هل استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال له فوائد أم له أضرار؟ والواقع أنّ الإجابة على هذا السؤال تتطلب معرفة الكثير عن هذا الموضوع، لأن الأطفال يستخدمون وسائل التكنولوجيا في عمر صغير جدًا.

فليس من المستغرب أن نجد طفلاً في مرحلة مبكرة من العمر يستخدم هاتف ذكي أو جهاز لوحي، بل والأعجب أنه لا يجد صعوبة في استخدام الشاشة باللمس، ويعرف عمل الأزرار الموجودة على هذا الجهاز التكنولوجي.

وقد شجّع استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية الحديثة أن الآباء يستمتعون باللحظات الهادئة عندما يكون الطفل منشغلًا بالجهاز التكنولوجي الحديث، لكن.. هناك فئة أخرى من الآباء تصاب بالقلق من الأَضرار التي من الممكن أن تُلحَق بالطفل.

لذا؛ سوف نتعرف في هذا الموضوع على كافة التفاصيل التي يجب معرفتها عن استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال ، فتابعوا معنا.

هل نجح استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال ؟

قامت إحدى الجامعات الأمريكية بعمل بحث على عينة تتكون من عشرة أطفال، تتراوح أعمارهم ما بين العامين والخمسة أعوام، بهدف معرفة أثر استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال ، وذلك لمدة عشرة أيام متتالية.

وأظهرت الدراسة أن الطفل يستجيب بنسبة 30% أكثر للتعليم عندما يستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة المتمثلة في الأجهزة اللوحية كبيرة الحجم، وذلك أكثر من الوسائل التقليدية لتعليم الطفل، بل أن الطفل يُظهر تفاعل أكثر كلّما زاد حجم الشاشة التي يتعامل معها.

لاحظوا المقال: ما هو التأثير الإيجابي للتكنولوجيا على الأطفال؟

لكن.. في نفس الوقت أظهرت نفس الدراسة أن نظر الطفل يتأثر بنسبة تصل إلى عشرين في المائة، كلّما جلس على الجهاز اللوحي عدد ساعات أكثر، لكن في نفس الدراسة أوضحوا أن الطفل ذو العامين استطاع أن يتفاعل ويتعلم مجموعة من الكلمات بنسبة مضاعفة لمن لا يستخدم الجهاز اللوحي.

ولعل نتيجة هذه التجربة جعلت هناك معادلة معقدة، بين سرعة التعلُم لدى الطفل والتأثير السلبي على صحته، ممّا جعل القائمين على البحث يقومون في نهايته بتوصية الآباء على أن يتخذوا من التكنولوجيا وسيلة لتعليم الأطفال في السن المبكر ولكن بمحاذير، ومن هذه المحاذير:

محاذير استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال

  • يجب التخلي عن فكرة هدوء الطفل عندما يكون في يده جهاز لوحي، وتركه معه لساعات طويلة، بل أن الباحثين قد أوصوا بأن لا يقوم الطفل بالتعرُف على الأجهزة الإلكترونية الحديثة إلا بعد بلوغ الأربعة أعوام على الأقل.
  • عدم استخدام الطفل الصغير الجهاز اللوحي لعدد ساعات مفتوحة، والحد الأقصى لاستخدامه هذه الأجهزة لا يتعدى الساعة ونصف.
  • إذا كان الطفل في دولة متقدمة تتخذ الأجهزة اللوحية من ضمن المنظومة التعليمية، فلابد وأن يقوم باستخدامها في أوقات الدراسة فقط، وأن تُستبدَل هذه الأجهزة بالألعاب التقليدية البعيدة تمامًا عن التكنولوجيا، حيث أثبتت الدراسة أن؛ هناك خلايا في دماغ الطفل الصغير تموت ولا تُستبدَل بغيرها إذا قضى الطفل أكثر من ستة ساعات على الأجهزة اللوحية وقد أعددنا مقالاً سابقاً بعنوان: تأثير التكنولوجيا على النوم وعلى صحة الإنسان بالكامل .. هل الأمر يستحق؟!
  • يجب استخدام الأجهزة الإلكترونية من مفهوم أنها من الأدوات المُساعِدة فقط وليست الأساسية، حيث أن؛ هناك مجموعة من المعارف الإدراكية تتوقف إذا اعتمد الطفل على استخدام هذه الأجهزة في حل المسائل الحسابية وحل الواجبات المدرسية.

    وهكذا نرى أن استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال سلاح ذو حدين، ويجب الحرص الشديد في التعامل معه لأن ليس هناك شك فيما تقدمه التكنولوجيا من فوائد للصغار منذ المراحل المبكرة، وكل الأمر يحتاج فقط إلى رقابة وحكمة من الأباء عند اتخاذ قرار ترك الطفل يتعامل مع أي جهاز ذكي.

المؤلفون

أمنية فوزي

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: تعريف التكنولوجيا مقالات للأهل


عدد القراءات: 381