الإدمان على الإنترنت خطر يهدد حياة الكثير من الناس وخاصة الأطفال والشباب، حيث أصبح كل منهم لا يفارق هاتفه أو جهازه اللوحي أو حتى الكمبيوتر، كما أنه هناك الكثير من الأطفال مدمنين التصفح الإلكتروني حتى وإذا كان بلا هدف أو فائدة، فبمجرد دخوله على الإنترنت يعد هذا بالنسبة له أعلى مراحل السعادة.

إدمان الانترنت أصبح مرض العصر، المرض الذي ليس له سن ولا وقت ولا مكان، فهو يأتي بدون أي إنذار ويكون نتيجة لاستخدام الانترنت بشكل خاطئ والجلوس بشكل متواصل ولساعات طويلة على الانترنت، المرض الذي ليس له علاج مادي وملموس ولكن يأتي علاجه بدافع داخلي من الشخص نفسه وإرادته على حل تلك المشكلة.

الإدمان على الإنترنت

إدمان الإنترنت ليس له تعريف ثابت يمكننا البحث عنه ولكن يمكن أن نقول بأن الإدمان على الإنترنت هو حاجتك الملحة في التصفح على الإنترنت وقضاء أكبر وقت ممكن عليه الأمر الذي قد ينسيك حياتك بأكملها من دراسة وعمل واهتمام بالصحة وكذلك الاهتمام بمن حولك.

هناك الكثير من الناس يشعرون بحالة من عدم الراحة والهدوء النفسي في حالة عدم توفر إنترنت لديهم، فهذه الحالة هي بداية للدخول في دوامة الإدمان على الإنترنت ويمكن في هذه المرحلة التغلب على هذه الآفة السيئة والسيطرة عليها من خلال ممارسة أي شيء من حولك كهواية أو مساعدة والدتك في المنزل أو القيام بأي رياضة تفضلها.

دراسات حول إدمان الإنترنت

أثبتت دراسات حديثة قام بها بعض علماء ومتخصصين الطب النفسي حول العالم أن هناك فئة كبيرة من الناس لا يستطيعون الخلود إلى النوم قبل القيام بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كافة حتى وإن كان يرغب بشدة للخلود إلى النوم، كما أن تلك الفئة أول شيء تفعله عند استيقاظهم من النوم هو الإمساك بهواتفهم والبدء في تصفح السوشيال ميديا.

كما أثبتت هذه الدراسات بأن تلك الفئة من الناس إذا واجهت مشكلة عدم توفر انترنت في المكان المتواجدين به فمن الممكن أن يصابوا بحالة من التوتر والأرق كما أن هناك فئة من الممكن أن يصابوا بنوبة عصبية شديدة جراء عدم توفر انترنت والتي شبهها علماء الطب النفسي بأعراض الانسحاب التي تصيب مدمني المواد المخدرة.

خطر إدمان الأطفال للإنترنت

هناك بعض التخوفات من انتشار موجة إدمان جديدة ولكن هذه المرة إدمان الأطفال للإنترنت، المشكلة التي تواجه كل أم وأب تجاه أطفالهم حيث أصبح الإنترنت جزء لا يتجزأ من حياة أطفالهم سواء كان سبب استخدامهم للإنترنت الألعاب الإلكترونية أو الدراسة أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الفيديو.

كما أثبتت دراسات حديثة قامت عليها أحد متخصصي الطب النفسي في ألمانيا أن هناك فئة كبيرة من الآباء يعانون من قلة تركيز أطفالهم في الدراسة ورغبتهم الشديدة في عدم ترك المنزل وفي حالة منع الإنترنت عنهم يمتنعون عن الطعام ويصابون بحالة من العصبية الشديدة ورفض القيام بأي شيء.

أسباب إدمان الأطفال للإنترنت

هذا وقد أثبتت دراسات حديثة أن السبب الرئيسي في إدمان الأطفال للإنترنت يرجع في الأصل للآباء، حيث أن الكثير منهم يجد صعوبة كبيرة في إمكانية وضع أسس وقواعد لاستخدام الانترنت في المنزل الأمر وذلك بسبب أنهم لم يولدوا في زمن الإنترنت، الأمر الذي جعل الأطفال يجلسون ليلًا ونهارُا على الإنترنت دون أي رقابة.

كما أكدت هذه الدراسات أن أسباب إدمان الأطفال من البنات مختلف عن أسباب الأولاد، فإن البنات أكثر إدمانًا للسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، بينما الأولاد أكثر عرضة لإدمان الألعاب الإلكترونية وتزداد حدة الإدمان إذا قاموا بممارسة ألعاب الحروب والقتال وما يشابههم من ألعاب إلكترونية.

علاج مشكلة إدمان الأطفال على الإنترنت

هذا وقد قال أحد الأطباء النفسيين أثناء دراسته حول الإدمان على الإنترنت لدى الأطفال أن الأعراض التي يواجها الأطفال أثناء معاقبة آبائهم لهم بمنع الإنترنت عنهم قد تصيبهم باضطرابات نفسية شديدة والتي قد تكون بداية لدخولهم في حالة اكتئاب حيث تبدأ أعراض الاكتئاب بالعصبية الشديدة والامتناع عن فعل أي شيء وهي نفس الأعراض التي تحدث للأطفال أثناء منه الإنترنت عنهم.

أما عن طريقة علاج تلك المشكلة فقال الطبيب النفسي أن منع الإنترنت عنهم ليس الحل بل يجب السيطرة على هذا الوضع بشكل إيجابي ومحاولة التفاهم مع الأطفال وإشغالهم بأي شيء آخر كالرياضة مثلًا، كما يُنصح بالتوجه إلى الأطباء المختصين في هذا الأمر في حالة عدم الوصول إلى حل نهائي بشأن هذا الأمر.

أعراض إدمان الإنترنت

بعد الحديث عن مشكلة إدمان الأطفال للإنترنت، دعونا نتحدث عن الإدمان على الإنترنت لدى الشباب، فهو الأكثر خطورة حيث انه من الصعب التحكم في الشباب وكذلك من الصعب التنبؤ فيما يفكرون، ولكن هناك بعض الأعراض التي تظهر عليهم يمكننا التعرف من ذلك أنهم أصبحوا من مدمنين الإنترنت.

ومن أعراض إدمان الإنترنت التي تصيب الكثير من شباب هذا الجيل هي:

  • الشعور بالتوتر الشديد والقلق في معظم الأوقات ومن غير سبب، كما منهم من يُصاب بمرض فرط الحركة وذلك بسبب شعوره بالتوتر الدائم.
  • التغير المفاجئ في الحالة المزاجية للشخص حيث الإدمان على الإنترنت يجعله يتأثر بكل شيء يراه فإذا ما وجد خبر سعيدًا يشعر بالسعادة البالغة وفي نفس اللحظة يمكن أن تنقلب حالته المزاجية إذا وجد ما يزعجه.
  • عدم الشعور بالراحة والهدوء والسلام النفسي إلا في حالة وجود هاتف وانترنت فقط، غير ذلك يشعر دائمًا بالقلق والتوتر.
  • الشعور بالأرق وذلك بسبب نهوضه من النوم بشكل مفاجئ لرغبته الداخلية في تصفح الإنترنت ومعرفة ما يجرى على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
  • إهمال واضح لجميع الواجبات الحياتية سواء كانت واجبات أسرية او دراسية أو واجبات العمل التي يجب القيام بها.

وإليكم طريقة لفحص ما إذا كان لديكم إدمان على الإنترنت ومدى تعمقه: مقياس الإدمان على الإنترنت

 

كيفية معالجة مشكلة الإدمان على الإنترنت

يجب أولًا أن يكون لدى الشخص المصاب بإدمان الإنترنت الإرادة القوية في علاج نفسه من هذا المرض فالإرادة هي نصف العلاج، ثم من بعد ذلك يبدأ في تقليص عدد الساعات التي يقوم بقضائها على الانترنت تدريجيًا واستبدال الجلوس على الإنترنت بممارسة الرياض، فإن الرياضة هي غذاء الروح كما أنها كافية لعلاج الكثير من المشاكل التي تواجه الإنسان.

كما يمكنك اللجوء إلى الأسرة لتستطيع علاج تلك المشكلة وذلك من خلال زيادة علاقاتك الاسرية والبدء في التعرف على مشكلات المنزل ومحاولة المساهمة في حلها، كما يمكنك اللجوء إلى الطبيب النفسي إذا فشلت معك كل الطرق السابقة والذي بدوره سيبدأ في التحدث معك ومساعدتك في الخروج من تلك الأزمة.

نصائح هامة لعلاج إدمان الإنترنت

وفيما يلي بعض النصائح التي يمكنك اتباعها للمساعدة في التخلص من الإدمان على الإنترنت:

  • قم بمسح كافة التطبيقات التي تقوم بلفت انتباهك من على هاتفك المحمول.
  • إذا لم تستطيع القيام بالخطوة السابقة فقم بوقف تشغيل تلقي التنبيهات والإشعارات الخاصة بكل تطبيق حتى لا تقوم بالإمساك بالهاتف كل دقيقة.
  • وضع هاتفك المحمول بعيد عنك عند الشروع في النوم حتى لا تقوم بالتصفح عليه قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة.
  • محاولة إشغال نفسك بأي شيء آخر غير الإنترنت كممارسة رياضة اليوجا التي تساعد كثيرًا على الاسترخاء والتخلص من التوتر.

 

كلمات مفتاحية: الإدمان تعريف الإنترنت تعريف التكنولوجيا حماية الاطفال


عدد القراءات: 8596