أصبح استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية في تطور واضح وسريع، حيث أصبحت هذه الأجهزة أصغر حجماً وأكثر انتشاراً، وهذه الأجهزة عادة ما تستخدم من قبل الاطفال كوسيلة للعب، وفي ضوء تخوف الكثير من الأهالي من التأثير السلبي للألعاب الإلكترونية على أطفالهم، فمن الجيد الإشارة أنّ لهذه الألعاب أثر إيجابي مثل تنمية التفكير البصري والتفكير الفراغي Spatial Thinking للأطفال إذا استخدمت بحكمة ومتابعة من الأهل.

تنمية أنماط التفكير الفراغي Spatial Thinking لأطفالكم
وكما هو معلوم أن الأطفال يتعلمون اللغة وقواعدها، وينمون أنماط التفكير المختلفة لديهم من البيئة المحيطة ومن خلال أقرانهم أو أصدقائهم، ومن خلال الألعاب والتجارب التي يجرونها.
ويقصد بالتفكير الفراغي تنمية المهارات والمعارف التي تنمي تفكير الطفل اعتماداً على الرؤية ويشمل عدة مهارات:

  • الحدس.
  • التركيب.
  • الاستدلال.
  • الاستقراء.
  • توليد الأفكار.
  • الابتكار.

حيث يمكن للأهل استثمار الألعاب الإلكترونية بشكل إيجابي لتنمية التفكير الفراغي لأطفالهم، وذلك من خلال مشاركتهم اللعب، وانتقاء الألعاب المناسبة لهم وجعلها ضمن عدة خيارات كثيرة لتمضية الوقت مع أطفالهم.
 
فائدة الألعاب التشاركية الإلكترونية وغير الإلكترونية
يقصد بالألعاب الإلكترونية التشاركية انها تكون سواء مع أطفال آخرين أو مع الأهل، ولتصبح الألعاب الإلكترونية مفيدة لأطفالنا، ينبغي للأهل اختيار ألعاب تشاركية ويخصصوا من يومهم وقتاً للعب مع أطفالهم، والتحدث معهم عن أهمية المحتوى، وتقديم المساعدة والدعم لهم متى احتاجوا إليه.
ما نقصده بهذا المقال ليس التشجيع على الألعاب الإلكترونية، وإنما توجيه الأهل لاختيار الألعاب الإلكترونية لأبنائهم أن تكون تشاركية، وأن يوفروا الألعاب التشاركية غير الإلكترونية لأبنائهم وبخاصة الألعاب التي تحوي ألعاب الرياضيات وتعلم أحرف اللغة والأرقام، بالتالي نحن نوفر لهم وسائل ألعاباً إلكترونية أقل ضرراً و ألعاب بديلة خارج نطاق الأجهزة الإلكترونية.

أنّ فوائد مشاركة الأطفال في الألعاب بخاصة في تعلم اللغة وقواعدها كالقراءة والتحدث أمر معلوم وواضح، لكن الجدير بالذكر أن هناك دراسة حديثة وجدت أن معرفة الاطفال الحسابية واللغوية خلال المراحل الدراسية الأولى تعود الى معرفتهم السابقة وما يكتسبونه قبل دخولهم المدارس، وهذا لا يعني بالضرورة أن دراسة الحساب واللغة قبل دخول المدرسة سيحقق نتائج أعلى وأفضل ولكن هو أمر جدير لدفع الآباء بمشاركة أبنائهم في الألعاب اليدوية والألعاب الحسابية بدلاً من الأجهزة الإلكترونية.

أمثلة على ألعاب تشاركية إلكترونية:

ولتوضيح كيفية يتم مشاركة الآباء لأطفالهم في التعليم، كنّا سابقاً قد شرحنا عن موقع عصافير الذي يقدم عدداً من الألعاب والتطبيقات المجانية التي صممت لتعليم الاطفال بمشاركة والديهم، وتشجع على تعلم الحساب واللغة وتساهم في تعاون ومشاركة الآباء مع أطفالهم.
ويمكنكم الاطلاع على موقع عصافير وهو منصة لإثراء الطفل العربي

 

أمثلة على ألعاب تشاركية غير إلكترونية

  • قراءة الكتب التي بدورها تساعدهم على الاندماج والتخيل سوياً عما يدور في القصص والحكايات.
  • اللعب معهم في الأنشطة الحركية: تساعد على استخدام القواعد المتعلقة بحركة الاتجاهات الاربعة مثل: "اتجه نحو اليمين أو اليسار"، التي تساعد أيضا بالحياة العملية في تعليمهم الاتجاهات.
  • الأنشطة المتعلقة بوقت الطعام: التي بدورها تساعد على دمج الاطفال في الأنشطة اليومية وتعليمهم المكونات والكميات الخاصة بإعداد الطعام.
  • الذهاب بنزهات للأماكن الطبيعية والتحدث معهم عن تفاصيل المكان.


خاتمة

من خلال دراسة أجريت على 49 من الآباء وأطفالهم (ما دون ال 6 سنوات) وجدوا أن الأطفال أصبحوا أكثر قدرة على تعلم اللغة والمهارات الحياتية بعد مشاركة ذويهم أنشطتهم الحياتية سواء على الأجهزة الإلكترونية أو الأنشطة غير الإلكترونية، بالإضافة إلى استمتاعهم بهذه التجربة والتي أعطتهم حافزاً وثقة أكبر بقدرتهم على دمج التعليم (اللغوي والحسابي) في حياتهم اليومية.

 

مصادر:

  • كتاب: التفكير البصري ل خالد فهمي
  • https://www.fosi.org/good-digital-parenting/playing-tablet-games-young-children-promote-spatial-thinking
     

كلمات مفتاحية: الألعاب الإلكترونية أولياء الأمور المعلمون والمرشدون تربية الأطفال أنماط التفكير


عدد القراءات: 712