يعيش شباب ومراهقو اليوم في عالم رقمي كبير، حيث تتم معظم تفاعلاتهم والاتصالات عبر الإنترنت من خلال تقنيات لا تعد ولا تحصى، خلقت هذه التفاعلات الرقمية والاتصالات مجتمعاً رقمياً عالمياً يتطلب من أعضائه الالتزام بمجموعة معينة من القواعد والسلوكيات المقبولة والأخلاق والإرشادات.


في هذا العالم الإلكتروني، كل عضو هو مواطن رقمي، يُعرّف بأنه الشخص الذي يستخدم تكنولوجيا المعلومات من أجل المشاركة في المجتمع ومن يعرف ما هو الصواب والخطأ، ويظهر سلوكاً ذكياً للتكنولوجيا، ويقوم باختيارات جيدة عند استخدام التكنولوجيا (تانجيت، 2015). وبالتالي، من المهم أن يفهم كل فرد في المجتمع العالمي عبر الإنترنت فكرة المواطنة الرقمية ويعتمدها، وهو ما يعني وفقًا لريبل (2015) انها معايير السلوك المناسب والمأمون والمسؤول فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا.

وبدلاً من ذلك، يمكن وصفها بأنها قدرة الفرد على المشاركة الصحيحة والملتزمة في أنشطة مجتمعيه على الإنترنت (موسبيرجير واخرون، 2011). المواطنة الرقمية هي مجموعة فرعية من المفهوم الأوسع للمواطنة (ليونز ، 2012)، إنه إطار سلوكي يحدد بوضوح الإجراءات التي تعتبر آمنة ومناسبة ومسؤولة عند استخدام التكنولوجيا. وفقا لمارك (2014)، فإن مجالات التركيز في المواطنة الرقمية تشمل "سلوك وعقلية مستخدمي التكنولوجيا، وخلق بيئة آمنة للطلاب للنمو والازدهار، وتقاسم الأفكار بحرية، وكيف يكون الاحترام للآخرين وممتلكاتهم في الفضاء التكنولوجي".

المواطنة الرقمية

 تعتبر معرفة المواطنة الرقمية مهمة لأنها تعد الطلاب ليكونوا أعضاء فعالين في المجتمع العالمي عبر الإنترنت. يؤكد ريبل (2015) أن المواطنة الرقمية هي مفهوم مهم في القرن الواحد والعشرين يساعد المعلمين والمحاضرين وأولياء الأمور على فهم ما يجب على مستخدمي التكنولوجيا معرفته حول استخدام التكنولوجيا الرقمية بطرق ملائمة. إنها أكثر من مجرد أداة تعليمية؛ إنها طريقة لإعداد مستخدمي التكنولوجيا لمجتمع مليء بالتكنولوجيا. حيث سيتم تسليط الضوء على سيناريوهات متعددة وقضايا اختلاس التكنولوجيا عن طريق البلطجة والتسلط عبر الإنترنت من أجل التأكيد على أهمية تعليم المواطنية الرقمية للمراهقين والشباب والطلاب في جميع مستويات التعلم. يبرز كل سيناريو اختلافاً طبيعياً في اختلاس التكنولوجيا وما يترتب على ذلك من عواقب، مما يبرز الأسباب والأسس المنطقية لتطبيق تعليم المواطنة الرقمية على جميع مستويات التعلم والتعليم المدرسي.


قصة كارولينا بيتشو


في أوائل يناير من عام 2013 ، قفزت كارولينا بيتشو- فتاة إيطالية تبلغ من العمر 14 عامًا - من نافذة مما ادى إلى مصرعها بعد تعرضها للمزيد من التنمر والبلطجة على الفيسبوك. استخدمت كارولينا وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة صورها وأفكارها وعواطفها. لسوء الحظ، أصبحت هدفا للإساءة بعد نشر فيديو لشربها الكحول وارباكها على الفيسبوك.
دعا الفيديو إلى وابل من الرسائل المسيئة والتعليقات الهجومية من أصدقاء المدرسة، والتي امتدت إلى حياتها اليومية في المدرسة. طلب بعض أقارب كارولينا وأصدقائها من الفيسبوك إزالة المحتوى المسيء، لكن لم يتم فعل أي شيء لهذا الغرض. وحتى اليوم الذي انتحرت فيه، تلقت كارولينا 2600 رسالة مبتذلة عبر الواتس آب. إلى ان اصبحت غير قادرة على احتمال إساءة المعاملة والعذاب لفترة أطول، قررت المراهقة الإيطالية القفز في 5 يناير 2013 (سي إن إن أون لاين، 2013).
تعكس قصة كارولينا حالة خطيرة من التسلط والبلطجة عبر الإنترنت أدت إلى الوفاة، وهي واحدة من الآلاف التي تظهر كيف يمكن إساءة استخدام التكنولوجيا وسوء استخدامها من قبل الشباب.



قصة المتنمر دارون رافي

وفي حالة البلطجة السيبرانية عام 2012 التي أدت أيضًا إلى الانتحار، استخدم دارون رافي، وهو طالب جامعي في جامعة روتجرز كاميرا ويب للتجسس على رفيقه في الغرفة وحث أصدقاءه وأتباعه على تويتر في وقت لاحق على مشاهدة ما قام بتسجيله. حيث أن صديقه تعذب بسبب تصرفاته إلى أن انتحر رفيقه في الغرفة. يتضمن التسلط عبر الإنترنت استخدام التقنيات الرقمية، مثل الهواتف الذكية والإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، للإساءة أو الإذلال أو مضايقة شخص آخر (هاكيت، 2015).

يمكن أن يتخذ التسلط أشكالًا عديدة، مثل إرسال رسائل مسيئة أو تهديدات إلى حساب البريد الإلكتروني الخاص أو الهاتف الجوال، أو نشر شائعات عبر الإنترنت، أو نشر رسائل مؤذية أو تهديدية على مواقع الشبكات الاجتماعية أو صفحات الويب، أو التقاط صور غير لائقة لشخص ثم نشرها عبر الهواتف المحمولة أو الإنترنت (حكومة كندا، 2017).
 

ختاماً..

لقد ألقت جميع السيناريوهات المعروضة أعلاه الضوء على مدى أهمية تثقيف الشباب حول مخاطر استخدام التكنولوجيا غير الملائمة وآثارها وتشعباتها. وبما أن استخدامهم للتكنولوجيا يترك وراءهم بصمة رقمية، ينبغي أن يكونوا مدركين لعواقب إساءة استعمال التكنولوجيا وسوء استخدامها واختلاسها. ومن ثم، يجب أن تكون المواطنة الرقمية جزءاً من المنهج الدراسي في التعليم في القرن الحادي والعشرين.
شاهدوا الفيدو الذي أعدده أيضاً بعنوان :

رفع وعي المجتمع للوصول لدرجة المواطَنة الرقمية الصالحة

 

المؤلفون

كلمات مفتاحية: التنمر عبر الإنترنت المواطنة الرقمية فيس بوك أولياء الأمور المعلمون والمرشدون


عدد القراءات: 562