من منا لا يدرك أن لشبكة الإنترنت؛ رغم الفوائد والمزايا التي حققتها للعالم أنّ له مخاطر كبيرة، حيث أنها سلاح ذو حدين بسبب التطور السريع والانتشار السريع، وظهور مشاكل كثيرة متعلقة بالأمن والأمان والحماية والفيروسات، وبالتالي وجب علينا الحذر من هذه القرية الصغيرة التي يسمونها العالم الإلكتروني الافتراضي، فهي بئر عميق من الآفات والسموم والأمراض النفسية والابتزازات المادية وتستفحل بجميع مواقع التواصل الاجماعي وكذلك حالات التنمر والتمرد والمنشورات التي تعزز من النعرات الطائفية والسياسية.

وقد تكون ضحية أنت أو أحد أفراد عائلتك أو صديقك وحتى أنه من الممكن أن تكون المجرم التالي، دون قصد، وعلى سبيل المثال قد تقوم بنشر منشور عبر موقع تواصل اجتماعي يقول " إن سكان مدينة كذا جميعهم عنصريون ولا يحترمون الأديان" ويحمل هذا المنشور ما قد يخالف النظام العام أو الآداب أو يحض على العنف أو إثارة النعرات الطائفية حسب قانون الجرائم الإلكترونية، لذلك وجب علينا في هذا المقال توضيح بعض الأمور حول الاستخدام الأمن والأمان للانترنت.

فمثلا إنّ الفيسبوك تحت المراقبة الأمنية أو الشرطة الإلكترونية أو من أي جهة مخولة بذلك أو من جهة تريد اختراق الموقع المهم في الأمر الفيسبوك تحت المراقبة.

وأمن المعلومات يعني إبقاء معلوماتك تحت سيطرتك المباشرة والكاملة، أي بمعنى عدم إمكانية الوصول لها من قبل أي شخص آخر دون إذن منك، وان تكون على علم بالمخاطر المترتبة عن السماح لشخص ما بالوصول إلى معلوماتك الخاصة.

وسوف نستعرض بدايةً؛ المخاطر الممكنة للإنترنت التي قد يتعرض لها الإنسان للوقوف عليها وتوضيحها وهي:

  • الهكر: عندما يستطيع الدخول إلى جهاز آخر دون وجه مشروع لثغرات في نظام الحماية أو فيروسات فهو مخترق (Hacker) أما عندما يقوم بحذف ملف أو تشغيل آخر أو جلب ثالث فهو مخرب (Cracker).
  • الجرائم الدولية وتشمل تجارة البشر والمخدرات والأسلحة: و لكنها تتمركز اكثر في الدول التي تعاني النزاعات و الحروب بشكل أكثر وتقوم بالأعمال الآتية ( الاختطاف والتهديد والتهريب والاتجار بالاعضاء البشرية عبر الانترنت الأسود او deep web).
  • ارتكاب الجرائم الإلكترونية:
    •   الاحتيال والاستدراج والتشهير بالوسائل إلإلكترونية.
    • سرقة الحسبات البنكية.
    • الدخول غير المشروع الى شبكة الإنترنت الخاصة بالآخرين مثل شبكة الجيران.
    • اختراق المواقع الإلكترونية.
    • التهديد بكل أنواعه؛ التهديد بالقتل أو بالفضح والابتزاز.
    • نشر منشورات تحض على العنف أو اثارة النعرات الطائفية وغيرها

وبالتالي ينبغي مراجعة قانون الجرائم الإلكترونية في كل دولة على حدى للتوعية بهذه الجرائم.

  • التتبع الإلكتروني:
    فهو أسلوب حديث تستخدم فيه أجهزة معينة مثل معترض البرتوكول، هذا الجهاز وحده يمكن أن تراقب به شبكة انترنت دولة بأكملها وتشمل حسابات بنكية أو معلومات و بيانات المستخدمين لشبكة و مراقبة عن بعد بالهندسة الاجتماعية، ويتم نشر هذه البرمجيات بآلاف من الطرق وأشهر هذه الطرق (الفيسبوك هو الأول في هذه الأمور، اليوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي وقرصنة دومين و إرساله عن طرق التشفيرات المرتبطة بالدومين أو استضافة من أحد الموقع الكبرى أو نشرها في قاعدة بيانات العالم.
    هذه الطريقة هي الأصعب لا يمكن العمل بها إلا للخبراء في الشبكات والبرمجة ولغات البرمجة أو من خلال استعمال أسماء مشهورة لجذب الضحايا عن طريق استعمال علم السلوك البشري وأذواق البشر .

وسوف نستعرض بدايةً للتفرقة بين أنواع الاحتياطات والحماية الواجب اتخاذها وهي:

  • أولاً : الحماية الشخصية:
    • استخدم كلمات مرور صعبة ولا تستخدم المعلومات الشخصية ك كلمة مرور ، وقم يتغييرها كل فترة .
    • لا تقم بفتح أي روابط او ايميلات تصلك قبل ان تتأكد من المصدر والمرسل .
    • استعمال هوية مزورة يجنبك نصف هذه الأخطار.
    • لاتفصح عن اي معلومات شخصية لأي شخص.
    • لا توافق على اي طلب صداقة إلا اذ كنت تعرف الشخص جيداً.
    • لا تقم بنشر صورك العائلية لان الخطر ليس في الصور بل في من يلقفها وهذه بعض طرق و اساليب النصب و الاحتيال.
    • عدم الانخداع بالصفحات المزورة المنتشرة بشكل كبير جداً.
    • الابتعاد عن المواقع الغير امنة و البرمجيات الخبيثة او التطبيقات الخبيثة.
    • استخدام نظام التشغيل مثل الويندوز بطريقة شرعية بشراء النسخة الأصلية من الشركة.
      بالإضافة إلى شراء برامج مضادات الفيروسات التي تحدّث تلقائياً.
      وهي برامج ذات أوامر معينة أحيانا تكون مضادة لجهات معينة مثل الحاسوب الشخصي، وأحيانا أخرى تكون عامة للداخل والخارج من الإنترنت مثل أجهزة الخوادم والاستضافات، وعادة ما توظف مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، تشتمل على الفحص المستند على الكشف عن نماذج معروفة من البرمجيات الخبيثة في كود قابل للتنفيذ. “exe” ومع ذلك، فمن الممكن للمستخدم أن يكون مصاباَ ببرمجيات خبيثة جديدة، كما يمكنها أيضا التعرف على الفيروسات الجديدة، أو مختلف أشكال الفيروسات الموجودة بالبحث عن أكواد البرمجيات الخبيثة المعروفة (أو تكون هناك اختلافات طفيفة في هذا الكود) وفي الملفات، بعض برامج الحماية من الفيروسات أو مضادات الفيروسات ويمكنها التنبؤ بما سوف يقع إذا فتح الملف بمحاكاته وتحليله.
    • استعمل Vpn أو الشبكة الإفتراضية الخاصة لتكون مجهول الهوية (Virtual Private Network) , وهي أحد أفضل الحلول التي تحفظ لك بياناتك وتشفرها لك تماما ولا يعلم أحد عن نشاطك على الإنترنت.
      فإنك عندما تقوم بالإتصال بالإنترنت عبر VPN تصبح مختفي عن الأنظار، فالإتصال بالإنترنت يقوم بين 3 أطراف المستخدم والوسيط أو الشركة مقدمة خدمات الإنترنت والسيرفر، فعندما تقوم بالإتصال عن طريق VPN تتصل بالسيرفر دون المرور على الوسيط.
      و ذلك عن طريق تغيير عنوان الـ IP الى عنوان آخر وهمي في دولة أخرى غير المتصل منها، وبالتالى تستطيع فتح جميع الخدمات والمواقع المحظورة في بلدك و أيضاً لا يستطيع المخترقون الوصول اليك بسهولة، ولا تستطيع شركة الاتصال المزودة لخدمة الانترنت لديك الاطلاع على نشاطاتك عبر الانترنت.
      لكن عيوب الـ VPN:
      إذا لم تستخدم الخدمة بطريقة صحيحة سيسهل اختراقك، والوصول لبياناتك التي تحاول الحفاظ عليها، كما أن بعض الشركات المقدمة للخدمة تترك منافذ قد يستغلها المخترقين بالوصول لك.
    • استعمل نظام لينوكس Linux للاتصال بالانترنت فهو محمي جداً من طرف عدد كبير من المبرمجين الذين يسعون لحرية الاتصال بالإنترنت، وهو مجاني.
    • استعمل مقاهي الإنترنت لتكون مجهول الهوية.
    • لا تدخل أو تسجل في أي نوع من المواقع والمتنديات بهويتك الحقيقة، حتى وإن كان الموقع ذات اتصال آمن لأنه ليس من الضرورة أن يكون الموقع موثوقاً.
    • احتفظ بنسخة آمنة احتياطيا في ذاكرة تحزين خارجي.
    • قراءة قانون الجرائم الإلكترونية لمعرفة الأفعال التي تشكل جرائم، وكيفية التعامل معها في حالة حدوث طارئ الكتروني.
       
  • ثانيا : الحماية العائلية

يجب توعية الأبناء بالاستخدام الأمن ومتابعة اتصالهم بالإنترنت، والثقة ما بين الأبناء والآباء عند وقوع جريمة إلكترونية عليهم تؤدي إلى كشف الجريمة وعدم الإيقاع بهم كضحايا، بالتالي كيف تحمي ابنك من الألعاب والبرمجيات الخبيثة المنتشرة عبر الانترنت:

  1. أولاً: تحميل هذه البرمجة وجلب الابن أو الابنة، و خوض غمار هذه البرمجة لأن فضوله بالاكتشاف سوف يؤدي إلى الوصول اليها بشتى الطرق، و لكن احذر من أن تنسى تنبيه الابن بخطر هذه البرمجة وأنت تلعب معه وقم بتنبه الابن وتعليمه تحليل الأمور واساسيات هذا العالم.
  2. ثانياً : لا تترك الانترنت يعمل في الفترة ما بين التاسعة ليلا و السابعة صباحا لانه يقال " اذا عرف السبب زال العجب " والخلاصة من القول ان لا تترك للابناء و قت فراغ كبير لانه اذ تفرغ الولد فانه لن تعلم اين قضى وقته وهذه بعض النصائح لقتل وقت فراغ الابناء ( تسجيلهم في انشطة جمعوية او فريق رياضي او دورات تدريبية او تعلم لغات او اسعافات اولية )
  • ثالثاً : الحماية المجتمعية

وهنا يكمن دور الفرد في المجتمع بالتوعية الإعلامية بمخاطر الانترنت ونشر التوعية بقانون الجرائم الالكترونية، وبالتي المسؤولية المجتمعية تقتضي على كل فرد في موقعه أن يقوم بواجبه تجاه المجتمع في الحفاظ على سلامة المجتمع وحمايته.

وتذكر هذه النصيحة دائما " كن حذراً وذكياً ولا تدلي بأي معلومات لأي شخص على الإنترنت إن كنت لا تعرفه".

نحن نريد تكوين جيل واعي أو أناس محترفون في أمن المعلومات لأنه في الأعوام الأخيرة قد تغيرت سياسة استخدام الإنترنت بسبب عوامل وظروف وسياسات الدول التي وصلت حتى أنّ الــ deep web أصبح شديد المراقبة، و يحوز الكثير من الفخاخ و الألغام الرقمية أو حقول التلغيم كم هو معروف، في البرمجة والهندسة الاجتماعية، فبناء مجتمع آمن وواعي بحاجة إلى جهود الجميع لجعله مكاناً أفضل للجميع.

المؤلفون

مهدي نعيرات

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: التوعية الاعلامية الجريمة الإلكترونية


عدد القراءات: 367