صباح يومٍ خريفي كنت أجلس على قارعة الطريق بانتظار سيارة العمومي للذهاب الى مكان عملي فإذا بطفلين لا يتجاوز عمر الواحد منهم الثالثة عشر يجلسان بجانبي و يشربان إحدى انواع مشروبات الطاقة التي لا تناسب أعمارهم بالتأكيد، لكن هذا لم يلفت نظري بقدر ما رأيته و سمعته حينها، فأحدهما كان يملك هاتف ذكي و يتصفح موقع التواصل الاجتماعي: الفيسبوك، ثم انتقل إلى الماسينجر Messenger ، و بدأ بمحادثة مثيرة جعلتني استرق النظر للمحادثة التي أثارت هذين الطفلين وجعلتهما مركزين جدا بها لكن حينها لم أتمكن من رؤية المحادثة بشكل واضح، و بعد دقائق قليلة أخذ أحدهما يجري اتصال عبر الماسينجر Messenger و يبدأ بمحادثة صوتية، اتفاجأ حينها بأنه يتحدث لفتاة ولكن يتحدث معها باللغة العبرية، و يعرف عن نفسه بانه ليس عربياً، بعد ذلك بدأ بمحادثة صوتية ثانية وهذه المرة باللهجة المصرية معرفاً عن نفسه بأنه مصري الجنسية وفي الحقيقة أنه طفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره و فلسطيني؛ حينها بدأت بسؤال نفسي كيف يقوم هذا الطفل بهذه الامور؟! وأين أهله عنه وعن توعيته بخطر هذه المواقع والتي قد تكون سبب في اسقاطه بيد الاحتلال ونحن الشعب الذي يرضخ تحت نير الاحتلال منذ أكثر من سبعين عاماً؟! أين دور المدارس عن هذه التوعية من مخاطر استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الطفل؟! ألم يدرس بإحدى حصص كتاب تكنولوجيا المعلومات أو اللغة العربية عن أخطار استخدام الانترنت وكيفية التعامل معها؟!

أسئلة عدة قمت بطرحها على نفسي لكن لم أجد اجابة لها ولو قمت بسؤال هذا الطفل حينها لربما وجدت الإجابة ولربما لم أجدها فبعض الاطفال حين تسألهم سيجيبونك " ما دخلك بنا؟! " بكل بساطة وهو أصلا لا يعلم أنى احاول توعيته لما يقوم به وأن ما قام به حينها قد يشكل خطراً على حياته ومستقبله غداً!

قصص وقضايا ابتزاز تقشعر لها الأبدان انتشرت بشكلٍ كبير في مجتمعنا بالآونة الأخيرة

قصص ابتزاز سببها الأول والأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما فيسبوك وسناب شات الذي تقوم جزء من الفتيات خاصة المراهقات باستخدامه بشكل مفرط و غير واعي أبداً، ظناً منها أنه لا أحد يراها سوى صديقاتها أو الاشخاص الذين قامت بإضافتهم لحسابها لكن هذه الفتاة لا تعلم جيداً بأن هناك أعداء قد يتربصون بها، لإيقاعها بفخ الرذيلة، ولا تعلم أيضاً أن هذه المواقع ليست آمنة لدرجة أن تثق بها ثقة عمياء، فهذه المواقع قد تُخترق بكل سهولة من قبل شخص محترف، أو في حال كان هذا الحساب غير مؤمن بشكل ممتاز، حتى أن هذه المواقع يتم الكشف بين الفترة والأخرى عن تواجد ثغرات الكترونية فيها و تكون سبباً في تسريب معلومات وصور لحسابات الأشخاص المستخدمين و أكبر دليل على ذلك ما تعرضت له شركة فيسبوك مؤخراً من فضيحة سببت خسارة كبيرة له، حيث تم تسريب معلومات حوالي 50 مليون شخص من المستخدمين حول العالم بسبب ثغرة بسيطة تم اختراقها من قبل الاشخاص المعروفين بالقراصنة الإلكترونيين أو الهاكرز وسابقاً نشرنا مقالاً  أين وصل التحقيق مع شركة فيسبوك بخصوص اختراق المعلومات الشخصية للمستخدمين.

لذلك علينا أن نكون أكثر حذراً عند استخدام الانترنت وهذه المواقع عند مشاركة معلوماتنا وصورنا وتفاصيل حياتنا اليومية والتي أصبحت ككتاب مفتوح يراه الجميع  ولم ندع للخصوصية مجال في حياتنا فهذه المعلومات قد تكوون سبباً للاحتيال والابتزاز و الاسقاط كعملاء او السقوط بالرذيلة في يومٍ ما وبالتالي نكون نحن من أوقعنا أنفسنا بهذه المشاكل فالاستخدام الآمن والأفضل للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يبدأ من عندك أنت وأنتي عزيزتي فاصنعي شخصيتك عبر هذه المواقع و شاركي حياتك باحترام و بحدود تحميك و تحمي حريتك و خصوصيتك وأمني حساباتك بأفضل الطرق و كلمات المرور القوية و انتبهي لكل رسالة او طلب اضافة يصلك من شخص لا تعرفيه معرفة شخصية ولا تترددي أبدا ً في حال تعرضك للابتزاز بتبليغ السلطات  التي ستساعدك وستحمي خصوصيتك بالقوانين والأنظمة المعمول بها.

كلمات مفتاحية: التوعية الاعلامية فيسبوك الخصوصية مواقع التواصل الاجتماعي


عدد القراءات: 130