الكثير من الأشخاص  يقضون أغلب وقتهم عبر الإنترنت، وذلك لمتابعة أجهزتهم ومواقعهم الاجتماعية، وعدد المتابعين ومدى تفاعلهم على الواتساب والانستجرام والفيسبوك، والذين من خلالهم  نشعر بمدى التواصل مع العالم الخارجي، ولكن بنفس الوقت الاعتماد على ذلك يشكل عبئاً وتعباً نفسياً على المدى البعيد.

 تقارير حديثة تذكر كثيراً أنّ التعلق بمواقع التواصل الاجتماعية وبخاصة موقع فيسبوك؛ والإنترنت قد يسبب الإصابة بالقلق والتوتر والاحباط والإدمان.

على الرغم من أنّ الكثير منًا يعتقد أنّ العيش بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي هو أمر مقلق ومستحيل لذلك تم إجراء دراسة على 50 شخص لا يستخدمون أيّ من الأجهزة الذكية، ولا حتى المواقع الاجتماعية ومنهم من يرفض استخدام  الإيميل أيضاً!

سابقا تحدثنا عن ضرورة أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعية ومن خلال هذا المقال سنرى وجهة نظر هؤلاء الأشخاص خاضوا التجربة وكيف قرروا التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، من أهم الأمور التي استفادوها من بعدهم عن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة:
  • قضاء وقت طويل  مع الأخرين:
    إنّ التواصل الحقيقي يكمن في تعبير الوجوه والتصافح والمحادثة، وجه لوجه فهذا يحافظ على تبادل وفهم المشاعر والترابط البشري وليس من خلال منصات المواقع الاجتماعية.
    إنّ جزءً من المشكلة هو أننا عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، لا نستخدمها فقط من أجل التواصل مع الأخرين ، بل من جهة أخرى نشنر أفكارنا ومشاريعنا وما الذي نحبه ومال الذي نكرهه، بالتالي تصبح بياناتنا التي نضيفها أداة للمسوقين وللجهات غير الآمنة.


    بالنسبة للكثير من الناس يرون أن الفكرة الأهم هو الوصول إلى التوازن في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية والابتعاد عن كل الامور المزعجة التي تسببها لنا، أما بالنسبة للمجموعة التي شاركت بالدراسة وتوقفت عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوقفوا عن استخدام  أجهزة الاتصال الالكترونية، أنهم
    يرون أنّ الوقت الذي يقضونه مع الآخرين مرتبط بالتوازن ومعرفة هدفهم بالحياة.

     
  • عدم استخدام وسائل التواصل لا يعني تفويت الفرص:

 تسائل المشاركين  بالدراسة ما معنى التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت؟ ما هي الأمور التي يقاس عليها الصداقة والحياة الاجتماعية؟  العبرة من تساؤلهم أنه قد يكون هناك مئات الاصدقاء عبر الانترنت الا أن الصداقة الحقيقية والمفضلة تكون عبر التواصل وجهاً لوجه والعلاقات الموجودة على أرض الواقع، والتي نجدها في اوقاتنا الصعبة.

اتخاذ القرار بالبعد والتقليل من المواقع الاجتماعية سيكون له بداية مقلقة، ولكن سرعان ما ستدرك أنك  تضيع الكثير عليك من خلال إدمانك واستخدامك للمواقع الاجتماعية، بالإضافة إلى أنّ البقاء عبر منصات المواقع الاجتماعية هو أمر قد يكون مقلقاً ومرهقاً نفسياً، لما فيه من تضيع للوقت في الحصول على معلومات لا قيمة لها.

الأشخاص الذين قرروا الابتعاد عن المواقع الاجتماعية، لا يشعرون بالحزن ولا بالاستبعاد دانماً، هم أحرار خلف الشاشات وقد هربوا من الضغط الاجتماعي الذي تسببه وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة.

  • بادر ولو جزئيا بالتقليل من مواقع التواصل الإجتماعي والإكثار من التواصل الشخصي:
    الكثير من الذين استغنوا عن الوسائل التواصل الاجتماعية وجدوا أنّ هذا حقق لهم الكثير من الأمور الايجابية فقد أعطاهم قسطاً من الراحة والاطمئنان مما يجعلهم أكثر طاقة لتحمل أي من الضغوط.
    الجلوس على الانترنت لساعات طويلة في الليل تجعل ضوء الهاتف يؤثر على الجسم والعقل، بالمقابل عدم استخدام الأجهزة الذكية ليلاً يعطي راحة للجسم وقدرة على النوم السليم، لذلك يرى المشاركون في الدراسة أنه يجب التخلي عن الأجهزة الذكية في اللحظة التي نجد أن كل تفكيرنا وانشغالنا وعواطفنا وأفكارنا مرتكزة عليها، عدا أنّ استخدامها بشكل مستمر ودائم يقلل من حصولنا على أوقات الفراغ  للتفكير السليم بدون أي مقاطعة.
     

هؤلاء المشاركون في الدراسة لم يمتنعوا عن استخدام الاجهزة الذكية لأنهم غير اجتماعيين، وإنما من أجل التواصل مع الناس في أي وقت وأي مكان كانوا فهم قد وجدوا طريق جديدة ليكونوا أكثر سعادة وأكثر راحة وأكثر اجتماعية!

ربما إذا نظرنا بعد عشر سنوات من الآن على التغيير الذي سببته مواقع وسائل التواصل الاجتماعية، فالملاحظ أنّه كلمّا زاد التطور كل ما أثر على صحة الإنسان وعلى راحته النفسية وزيادة القلق لديه، لذلك وحتى ذلك الوقت يفضل علينا التوقف عن استخدام الأجهزة الذكية أو على الأقل أن نقوم بالتخفيف من استخدامهم.

المصدر:

https://theconversation.com/three-things-we-can-all-learn-from-people-who-dont-use-smartphones-or-social-media-103468

 

 

كلمات مفتاحية: أولياء الأمور الإدمان المعلمون والمرشدون فيسبوك مرحلة الشباب مواقع التواصل الاجتماعي


عدد القراءات: 346