من الواضح جداً أنّ وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام أضحت تأخذ حيزاً كبيراً في حياة الأفراد كبارهم وصغارهم، فلم يعد يكفي التعامل بالعلاقات الاجتماعية التي تكون وجهاً لوجه أو من ناحية أخرى تم إيجاد البديل للعلاقات الاجتماعية التي تتطلب اللقاءات، ليكون التواصل من خلف الشاشات هو الأكثر تفضيلاً لدى الأفراد.

الكثير من الفوائد الإيجابية تعود على كل من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي؛ فمثلاً هي تسمح بلقاء البعيد وتقصير المسافات، كما يمكن استخدامها في المشتريات والمعاملات، وفي النواحي التعليمية، كما أنها تستخدم في الإعلام وايصال المعلومات ونشر الأخبار.

ومع فوائدها المتعددة قد يتزامن وجود جانب آخر سلبي يتضمن المضارّ التي قد تنجم عن استخدامها، ومن أبرزها نشر الشائعات والأكاذيب، وانتهاك الخصوصيات والحقوق، بالإضافة إلى المواقع الإباحية والمشاهد غير الأخلاقية، مع تسببها في كثير من الأحيان المشاكل الزوجية والتفكك الأسري وما يعرف بالخيانة الإلكترونية.

إنّ طبيعة العلاقة الأسرية مبنية على الترابط والمشاركة والألفة، وتتخصص العلاقة أكثر حين تصل للزوجين حيث أنّ العلاقة التي تجمعهم أساسها المودة والرحمة، والاهتمام، والاحترام، والثقة وغيرها العديد من القيم الحسنة.

يسعى الأزواج عادة للحفاظ على زواج مستقر سعيد محاط بالسكينة، ومع العصر الذي نعيشه لم يعد بيت يخلو من الشبكات العنكبوتية، وقد يلجأ أحد الزوجين أو كلاهما لقضاء أوقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع تداخل المسببات ووجود الفراغ أو انشغال أحدهما عن الآخر قد تشكل مواقع التواصل الاجتماعي سبباً لمشكلة أو عدة مشاكل بين الطرفين، وبالتالي هذا يهدد استقرار الحياة الزوجية واستمرارها، ويعمل على فتور لغة الحوار، وزيادة الخلافات الزوجية، ومن ذلك نجد أن وسائل التواصل باتت سلبية الأثر ومعيقة للحياة الهنيئة.

كيف نحمي العلاقة الزوجية من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي والوقوع بالخيانة الإلكترونية؟

يمكن أن نختصر ذلك بعدة نقاط الاهتمام بها قد يكون سبباً في تقليل أثر الضرر أو حتّى إزالته:

  • الاهتمام بشريك/ة الحياة، ويكون على الصعيد النفسي والعاطفي والمادي، وبشكل مستمر.
  • إشباع الحاجات النفسية والعاطفية والمادية قدر المستطاع.
  • خلق لغة الحوار والتفاهم، والمناقشة حتى بوجود الخلافات فهذا يزيل الأحقاد ويمنع الطرف الآخر من الكتمان.
  • محاولة ملىء الفراغ بطريقة تجمع الطرفين أو الأسرة أو الأصدقاء، بقضاء الوقت في البيت أو خارجه والاتفاق على المخططات المحببة.
  • التفكير قبل القيام بأيّ تصرف قد يهدد العلاقة واستقراراها.

     

المؤلفون

هيا سويدان

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: وسائل التواصل الاجتماعي أولياء الأمور مرحلة الشباب الصداقة العلاقات الغرامية الخيانة الإلكترونية


عدد القراءات: 338