الزواج؛ الميثاق الغليظ الذي شرعه الله لارتباط الرجل بالمرأة، حيث أنّ العلاقة التي تجمعهما هي الوحيدة التي ارتضاها من أنواع العلاقات بمختلف الأديان والأعراف الإنسانية، وهي رابط قوي معنوي ومادّي يجمع الزوجين ويرتكز على العديد من المعاني السامية وبالدرجة الأولى المفاهيم التي يتضمنها مثلث الحب للعالم روبرت سترنبرغ وهي:

  • الألفة: وهي تمثل مشاعر القرب والارتباط.
  • الشغف: وتمثل مشاعر الرومانسية والانجذاب الجنسي.
  • الالتزام: والذي يمثل في المدى القصير القرار الذي يتخذه الفرد ليبقى مع شخص آخر، بينما على المدى الطويل فهو يمثل الإنجازات التي تحققت مع الطرف الآخر.

تعتمد قوة الحبّ على هذه المكونات الثلاثة وبالتالي استمرار العلاقة الزوجية على وتيرة مستقرة وتملؤها السكينة والتفاهم والاحترام.

قد تمرّ العلاقة الزوجية الطبيعية بخلل من نوع ما ناجم عن خلافات أو التأثر الخارجي بالآخرين والعديد من الأسباب التي تؤدي لزعزعة العلاقة بين الزوجين وتهديد استقرارها واستمرارها أحياناً، ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت عدة إشكاليات جديدة منها ما بات يعرف في كثير من المجتمعات بالخيانة الزوجية الإلكترونية.

الخيانة الزوجية الإلكترونية مصطلح يختلف حسب طبيعة المجتمع والنُظم والأسرة والبيئة وأطباع الزوجين ولكنه يشترك في نقاط معينة بأنه يحدث دون علم الطرف الآخر، كما يشترك بتأثيره السلبي على الأزواج، وتتعدد مسببات الخيانة التي تُدمّر العلاقة الزوجية ووقد تكون سبباً في إنهائها.

لا تقتصر الخيانة على الزوج كما يظنّ الكثيرون، بل تشمل الزوجة أيضاً فقد وُجد في في دراسة بريطانية أنّ امرأة واحدة من بين كلّ خمس نساء في بريطانيا لم تكن وفيّة لزوجها. كما أنّ الخيانة الزوجية بالمصطلح العام لها عدّة أنواع فقد تكون جسدية أو ذهنية أو انتقاميّة أو إلكترونيّة والتي نقصد بها الخيانة عبر الشبكة العنكبوتيّة ومواقع التواصل الاجتماعي إذ يجد الشخص نفسه متورطاً في علاقة من وراء الشاشة قد تكون عواقبها وخيمة.
وقد أعددنا مقالاً يمكنكم الاطلاع عليه حول كيف نحمي العلاقة الزوجية من أَضرار وسائل التواصل الاجتماعي

كيف أحمي علاقتي الزوجية من شباك الخيانة الإلكترونية؟!

  • الاهتمام بوجود علاقة منسجمة حيوية وأكثر إثاره من عالم الشريك الافتراضي على شبكة الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخاصة.
  • أن يكون شريك الحياة أو الطرف الآخر من الزوجين في مقدمة الأولويات والاهتمام به وبكل التفاصيل المتعلقة به سواء المعنوية أو الماديّة.
  • العمل على تحديد رؤية معينة للعلاقة الزوجية، إذ يقوم الزوجان بمشاركة بعضهما في أهم مسببات الزواج الناجح حسب رؤية كل طرف ومناقشة هذا الحديث للوصول إلى ما يريده كلّ طرف.
  • تحديد وقت مشترك للقيام بنشاطات وأمور مسليّة تكسر الروتين وتُضفي جوّاً من المرح.
  • الاهتمام بعلاقة رومانسية وحميمية مع الطرف الآخر تعزز من القرب والترابط بين الزوجين.
  • فتح المجال للتحاور وتبادل الحديث والمشاعر والأفكار وتفريغ المكبوتات وهذا يخلق جو من الثقة والألفة.
  • قراءة ومتابعة الكتب والمقالات المتعلقة بتنمية أواصر المحبة بين الزوجين.
  • المشاركة بالتدريبات المختصة بكيفية قيادة الحياة الزوجيةوالسعادة الأسرية ويفضل مشاركة الزوجين.

في حال وقعت الخيانة الإلكترونية أو شك أحد الطرفين بوجودها:

  • التأكد من قيام الطرف الآخر بالانخراط بعلاقة عبر الإنترنت، وتحديد نوعها ومداها قبل اتخاذ أيّ قرار.
  • معرفة الأسباب الحقيقية فلربما لم يكن الحديث إلا مجرد رغبة في التواصل بدون وجود أيّ نيّة للخيانة.
  • أمّا في حال بلغ الأمر حدّ الإدمان، فمن الضروري التوجّه للمراكز المختصة بالارشاد الأسري والنفسي لتلّقي العلاج اللازم.
  • في حال خيانة الزوج عدم توجيه أصابع الاتهام له قبل البحث اللازم، وأيضاً يفضل عدم الحديث مع الزوج بصيغة الاتهام والغضب فإنّ التروي والهدوء سيكون في صالح الزوجة.
  • عدم السماح لاحد بالتدخل في البداية لحلّ المشكلة لأنها خاصّة بالزوجين اولاً وأخيراً.
  • استعانة الزوجين بمركز إرشادي أسري ونفسي بشكل دوري لتقوية العلاقة بينهما ووقايتها وإصلاح أي خلل.

المؤلفون

هيا سويدان

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: مرحلة الشباب أولياء الأمور العلاقات الغرامية مواقع التواصل الاجتماعي الخيانة الإلكترونية


عدد القراءات: 818