تمثل شبكة الإنترنت قاسماً مشتركاً في أغلب البيوت هذه الأيام، ولا يمكن الاستغناء عنها، خاصة وأنّ الأطفال قد أصبحوا يمثلون شريحة كبيرة من مستخدمي شبكة الإنترنت، وهو ما يثير الكثير من القلق لدى بعض الأسر التي ترى في الإنترنت سلاحاَ ذو حدين، ينبغي الانتباه إليه وبخاصة فيما يتعلق بمحتوى المواد التي يشاهدها الأطفال.

فوائد استخدام الطفل للإنترنت

إن الاستخدام المنظم للإنترنت الذي يتم من خلال مراقبة الأهل والإشراف على نشاط الطفل على الإنترنت، ومساعدته في انتقاء المحتوى اللائق للأطفال لحمايتهم، له عدة فوائد تعود على الطفل، أهمها:

  • استخدام الإنترنت لتعليم الأطفال وتربيتهم: حيث توجد العديد من المواقع التعليمية التي تقدم المعلومات بما يتناسب مع عمر الطفل وبطريقة جذابة كاستخدام الألوان والأصوات التي تجعل المعلومة قريبة للطفل.
  • التواصل مع الآخرين: على أن يتم ذلك تحت مراقبة الأهل ومعرفة هوية الأشخاص الذين يتحدث معهم الطفل، فذلك يحسن قدرة الطفل على التعامل مع الناس بشكلٍ جيد، أي التفاعل اجتماعياً مع الآخرين.
  • توسيع مدارك الطفل: من خلال اطلاعه على الأشياء المحيطة به وتهيئته على حقائق موجودة في الواقع بطريقةٍ قريبةٍ
     

مخاطر استخدام الطفل للإنترنت دون رقابة

يستخدم الأطفال شبكة الإنترنت دون أن يدركوا ما يترتب على هذا الاستخدام من أضرار أو فوائد، حيث تختلف تصورات الأطفال للإنترنت بحسب استخدامه ووفقاً للطريقة التي يرسم بها الأهل مفهوم الإنترنت في ذهن أطفالهم.

يؤدي استخدام الإنترنت من قبل الأطفال بعيداً عن رقابة الأهل وبشكلٍ غير منظمٍ إلى العديد من المخاطر فهنالك العديد من الدراسات التي اجريت على حول استخدام الاطفال للانترنت دون وجود الرقابة من قبل الاهل فهذه الدراسات اكدت على ان هذه المخاطر يزداد اثرها في حال كان الاهل لا يتابعون ما يبحث عنه اطفالهم على الانترنت. ومن اهم هذه المخاطر:

  • قلة التواصل مع أفراد الأسرة.
  • التعرض للمضايقة والابتزاز الإلكتروني.
  • التعرض إلى محتوى غير لائق.

أهم النصائح لتنظيم استفادة الطفل من الإنترنت:

قد يكون من غير الممكن منع الطفل من استخدام الإنترنت في العصر الحديث، بل من الأفضل السماح للطفل باستخدام الإنترنت لكن بشكلٍ منظمٍ و خاضعِ لرقابة الوالدين وهنالك بعض النصائح التي يمكن للاهل اتباعها لضمان استخام اطفالهم للانترنت بشكل مفيد:

  • تعليم الطفل كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر بشكلٍ صحيحٍ: وكيف يستخدم الإنترنت وعدم تركه يتعلم ذلك بمفرده.
  • أن يقوم الآباء بتنظيم وقت استخدام الطفل للإنترنت: بالنقاش مع الأطفال حول الزمن الذي سيُسمح لهم بقضائه في استخدام الإنترنت.
  • أن يكون لدى الآباء والأمهات والمربين اطلاع كاف على كيفية استخدام الإنترنت وأضراره: وأن يكونوا على درايةٍ بالمواقع التي تؤثر سلباً على الطفل.
  • ينبغي على الأهل أن يعرفوا المحتوى الذي يتعرض له الطفل: وأن يتم اختيار المحتوى بإشراف الأهل، فالرقابة من قبل الأهل على كيفية استخدام الطفل للإنترنت من أهم الأمور لوقايته من أخطاره.
  • انتقاء المحتوى الذي يشاهده الطفل:
    إن انتقاء المحتوى الذي يتمثل بتحديد المواد التي يشاهدها الطفل عبر الإنترنت من قبل الأهل يشكل حلاً لتجنيب الطفل خطر الاستخدام السيئ للإنترنت، من خلال إبعاده عن المواقع والصفحات التي تشكل خطراً عليه واختيار المحتوى الذي يتلاءم مع الطفل ولا يتجاوز مداركه .
  • · تفعيل المشاركة العائلية:
    قد يكون استخدام الطفل للإنترنت وسيلةً جيدةً لتفعيل المشاركة العائلية من خلال برامج المحادثة عبر الإنترنت، حيث يكون ذلك بتواصل الأهل مع أطفالهم من خلال الإنترنت، ما يعزز رقابة الأهل ويقوي علاقة الطفل بعائلته.
  • تنمية الحوار والتفكير الناقد والذكاء العاطفي:
    عندما يكون الأهل بالقرب من الطفل أثناء ممارسة نشاطه على الإنترنت يكون بمقدورهم فتح باب مناقشة المحتوى الذي يراه الطفل، مثلاً حين مشاهدة أفلام الكرتون، أن يسأل الأهل طفلهم هل ما تشاهده حقيقياً؟ ما الذي تشعر به عندما ترى ذلك؟ هل تحبه؟ وما الذي لم تحبه؟

إرشادات للتعامل مع استخدام الطفل للإنترنت وفقاً لعمره

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام:
    في هذه المرحلة العمرية يتوجب على الاهل ان يقوموا بتفعيل الرقابة الابوية على كل اجهزة الكمبيوتر والهواتف التي يستخدمها اطفالهم بهذا يصبح اطفالهم غير قادرين على استخدام اي من الاجهزة دون اذن من الاهل. بهذا يصبح الاهل هم من يختارون المحتوى لطفلهم بعد اطلاعهم الجيد على هذا المحتوى.
  • الأطفال بين أعمار 6-9:
    في هذه المرحلة تستمر عملية مراقبة نشاط الطفل على الإنترنت، حتى يكون الأهل على معرفة بكل ما يشاهده أو يقوم به ابنهم على الإنترنت، لكن الرقابة في هذه المرحلة تأخذ طابع النقاش مع الطفل حول اختيار المحتوى والبدء بإطلاعهم على خصوصية المعلومات وما لا يمكن وضعه في الإنترنت وما يجب الابتعاد عنه.
  • الأطفال من 10 إلى 12:
    في هذه المرحلة يميل الطفل إلى قليل من الاستقلالية في استخدام الإنترنت وبشكل كبير إذا امتلك هاتفاً نقالاً خاصاً به؛ لذلك يكون من الأفضل في هذه المرحلة. ومن المهم تعويد الطفل على نقاش كل ما يقوم به على الإنترنت بحيث يسأله الأهل بشكلٍ دائمٍ.، بالإضافة إلى تثقيفه حول خصوصية المعلومات على الإنترنت.
  • الأطفال في عمر 13:
    في هذه المرحلة يصبح الطفل أكثر وعياً ورغبةً في الاستقلالية، فتصبح الرقابة الكاملة غير ممكنة كما في المراحل العمرية السابقة، لذلك يكون من الأفضل نقاش الأطفال حول خطورة بعض المواقع، التي تؤثر سلباً عليهم وتوضيح خطورة تقديم المعلومات للأشخاص الغرباء على الإنترنت.

 

مصادر: موقع موضوع  و  ويكيبيديا وغيرها
 

المؤلفون

ضحى أبوعلي

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: أولياء الأمور المعلمون والمرشدون حماية الاطفال الذكاء العاطفي تربية الأطفال


عدد القراءات: 1730