يمرّ جميع الأفراد بهذه المرحلة؛ مرحلة المراهقة، وهي المرحلة التي يصحبها تغيّرات متعدّدة نفسية وجسدية وجنسية وترافقها بعض التقلبات المزاجية، ويمكن تصنيفها على أنها مرحلة انتقالية، وتتميز بأنها فترة معقدة من التحول والنمو، وقد تكون البداية للإنحراف في عالم التكنولوجيا، ولكن تمر بسلام إذا أحسن الأهل التعامل مع أبنائهم خلالها.


مع التطور التكنولوجي المتسارع، يعد إهمال الأهل لكيفية مراعاة أبنائهم بهذه المرحلة، العامل الأكبر للانحراف في عالم التكنولوجيا، حيث يبدأ المراهق البحث على ما يسد حاجاته النفسية التي لم يجدها في عائلته، حيث توفر وسائل التكنولوجيا وسائل عديدة للتفريغ عن العقد النفسية، وتوفر التكنولوجيا كل ما هو ممنوع الحديث عنه داخل الأسرة، حيث يشيع في فترة المراهقة بدء البحث عن المواد الإباحية وبخاصة للذكور، والميل لإدمان الألعاب الإلكترونية للهرب من الواقع.
ينبغي على الأهل التركيز على الاهتمام بالمراهق خلال هذه المرحلة ومراعاة حالته النفسيّة، والشرح له عن معنى فترة البلوغ وبخاصة النضج من الناحية الفسيولوجية أي نمو أعضاء الجسم الداخلية والخارجية، وكذلك من الناحية السيكولوجيّة النفسية، حيث أنّ هذه المرحلة يصحبها نمو شخصية الفرد والبحث عن الاستقلالية، فيكون الفرد مسؤولاً بشكل أكبر، ويسعى للإنجاز وتفريغ طاقاته العالية ويعتمد إتجاه تفريغ هذه الطاقة على عوامل عدّة منها وأهمها الأهل والمحيط وتتوسع الدائرة لتشمل الكثير من العوامل.

وإليكم بعض النصائح التي يمكن أخذها بعين الاعتبار حول مرحلة البلوغ:

  • من أبرز النصائح وأهمها التي يُنصح الأهل بمراعاتها؛ الوضوح والشرح المفصّل، ومن غير المفيد الاكتفاء بهذه المرحلة أن يقال للمراهق جملاً عامّة، حيث تعدّ المرحلة التي يمرّ بها أبناؤنا مرحلة مليئة بعلامات الاستفهام حول ما يحدث معهم، فينبغي على الأهل أن يكونوا المرجع الواضح والصادق لهم في فترة البلوغ وبخاصة بما يتعلق بالنضج الجنسي، ويمكن للأهل الاستعانة بالأخصائيين للاستعلام عن كيفية الوضوح مع أبنائهم.
  • الابتعاد عن الشعور بالخجل، فالإجابة الواثقة والصريحة تبعث في الطفل الشعور بالأمان وكذلك الثقة، فمن المهم التحاور معهم وتقديم الإجابة الشافية عن كل ما يشغل بالهم ومن الجيد معرفة ما الذي عليكم توجيهه لأطفالكم المراهقين عن العلاقات الغرامية عبر الإنترنت.
  • من أهمّ الأمور كذلك التوصّل إلى التفاهم والتحاور مع المراهق على انّه فرد بالغ نسبياً، واحترام رأيه وكلّ ما يفكّر به، فهو يعتبر بأنّ يحقّ له التصرّف كما الكبار وبالتالي كأهل يجب مساعدته وتشجيعه حتّى يتجاوز مرحلة الطفولة ويتحضر بطريقة سليمة لمرحلة البلوغ.
  • إنّ أحد النصائح التي يرافق الاهتمام بها حماية طفلك من المرور بفترة مراهقة مصحوبة بالاكتئاب والخواء الروحي والنفسي، الاهتمام بالحالة النفسيّة للطفل والاطلاع على آخر إنجازاته وما يمرّ به، وسؤاله باستمرار عن مشاعره وما يفكرّ به وما يحب وما يكره، كل ذلك يشعره بالاهتمام ويزرع بداخله الثقة والقوة، وبالتالي يؤدي لنموّ صحّي وسليم.
  • عدم انتقاد المراهق وتوجيه أصابع الاتهام له في كلّ كبيرة وصغيرة، فانتقاد المراهق كفرد أسوأ وأكثر ضرراً من انتقاد سلوكه وتفكيره وتصرفاته، وفي كلتا الحالتين يُفضّل قيام الأهل بترك مساحة للأطفال مادام أنهم في نطاق الأمن والحماية، كي يتعلموا من مشاكلهم وأخطائهم.
  • من النصائح المهمّة التي يجب مراعتها وخصوصاً في عصر الإنترنت والتكنولوجيا، الاهتمام بنشاطات الطفل المراهق ومشاركته بها، ففي هذه المرحلة يزداد اهتمام الطفل بعالم الإنترنت واستكشافه كما العالم الحقيقي، وعدم مراعاة الاستخدام المحدود والآمن للإنترنت سيؤدي لعواقب غير سليمة تؤثر على نشأة الطفل ونموّه الجسدي والنفسي.
     

إعداد المقال:

المؤلفون

هيا سويدان

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: المراهقين أولياء الأمور الإباحية حماية الاطفال


عدد القراءات: 251