تطور العالم الرقمي بشكل كبير، وأصبح الازدياد في كشف التقنيات المصاحبة له أمرًا ضروريًا لمواكبة العصر، كما أنه أصبح الركيزة الأساسية التي يُعتمد عليها في التصفح على شبكة الإنترنت، ومع تطور التقنيات المصاحبة، أصبح الخطر من التعامل مع تلك الشبكة أمرًا حتميًا، بل إن الازدياد في تلك التقنية يوقع المرء في مفترق طريق بين الأمان والخطر، لكن المرء يُساق إلى الطريق الأخير دون أن يشعر بذلك.

ليس الأمر مقتصرًا على كون الإنترنت شبكة عنكبوتية مكثفة تسمح بالاتصال بشتى الوسائل، لكنها أصبحت كالماء والهواء للكثيرين، بل قد تسلل ذلك للأطفال والمراهقين، ويدعونا للاهتمام بتربية الأطفال بشكل محترف.

اتسع التعامل مع الإنترنت بطريقة يعجز العقل البشري عن تخيلها، ويسعى المطورون والتقنيون في توفير الحماية اللازمة للمستخدمين، لكن الأمر الأكثر خطرًا هو أن الكثير من البشر لازالوا لا يدركون الخطر المدهم عليهم، فالأمان على الإنترنت ليس متوقفًا على تأكيد الروابط والحسابات المختلفة ببعض البيانات لضمان عدم اختراقها، بل إن الأمر أشبه بمصيدة تضمن لك الحياة الهانئة والمحمية بداخلها، لكنك دون أن تشعر تقع حبيسًا لها، ولا تعلم إن كان خروجك منها سالمًا أمرًا مؤكدًا أم لا.

أن يأمن الفرد حياته الشخصية بكل تفاصيلها على أي موقع من مواقع الإنترنت فهذا الخطأ الفادح، فبالرغم من تقنيات الحماية التي يقوم عليها المطورون، إلا أن هناك من المخترقين ما يمكنهم من جلب المعلومات بكل سهولة ويسر، فالإنترنت ليس مقتصرًا على متصفحات رسمية كجوجل، بل إن الجانب الأسود يقع فيما يسمى بالديب ويب.

وهذا لا يعني أن الإنترنت في مجمله خطر ولا ينصح بالتعامل معه، بل على العكس، إنه أمر ضروري في الحياة المعاصرة، ولمواكبة التقنيات المستقبلية أيضًا، لكن الأمان لابد أن يكون مفعمًا بداخل الفرد، وعليه أن يتحرى الأمان من كل جوانبه، ولا يكفيه استئمانه للمواقع في تأمين خصوصياته، بل على الفرد أن يكون ذهنه واعيًا أثناء تجواله في المواقع المختلفة.

لقد انتشر في الآونة الأخيرة استخدام الأطفال المفرط للإنترنت، ولأن الأطفال لا يعرفون شيئًا، ولا يظنون أن من خلال شاشة صغيرة يحدث لهم أي خطر أو ضرر، فالمشكلة الأكبر تكمن فيمن يتولى أمرهم، فالكثير من الآباء يهملون أبناءهم بتركهم مع شبكة الإنترنت دون رقابة، بحجة الانتهاء من الأعمال أو تعليمهم بشكل أفضل، ولا يعلمون أن الأبناء على ذلك النحو إنما يُستدرجون لهاوية الضلال دون علم، فيُدمن الطفل الجلوس عليه في سن مبكر جدًا، وهذا خطره يزيد على الطفل، فهذا يدفع الطفل للتخلي عن طفولته الحسية والمعنوية، وقد تتبلد مشاعره، وقد يُصاب بأمراض نفسية وعقلية عند المبالغة في استخدامه.
والأحطر من ذلك أنّ الطفل إذا تعرض لضغوط كبيرة  ربما يقدم على إيذاء نفسه، القي نظرة على هذا المقال:   السبب الحقيقي الذي قد يدفع الأطفال للتفكير بالإنتحار.. فلنحمي أطفالنا

أما بالنسبة للمراهقين، ففي ذلك العمر يدفعهم الفضول للبحث عن كل شيء، وهذا ما يؤثر بالسلب عليهم، فيسعون لمواكبة كل جديد، ويندفعون نحو الغريب والمريب، وكانت نتيجة ذلك عدد من الضحايا لمن هم في مثل عمرهم، بسبب بعض الألعاب المروجة، وكل ذلك نتيجة انعدام الأمن والأمان الشخصي من الإنترنت.

الأمن والأمان إن لم يكن بداخل الفرد منا ومراقبة نفسه أولًا، ثم أبنائه وأقرانه فلن يكون هناك شيء يسمى أمان، فالكثير من البشر يعلمون أن حساباتهم الشخصية مؤمنة بشكل لا يمكن اختراقه أبدًا، لكنهم لم يؤمِّنوا أنفسهم من أنفسهم في استخدام الإنترنت، بل هناك اختراقات حدثت من قبل شبكات عالمية كالـ" الفيسبوك"، والكثير من المعلومات قد تم تسريبها، وكانت ومازالت تضمن الأمن والأمان لمستخدميها.   وما يلي مقالا اعددناه سابقا  حول التحقيق  اختراق المعلومات الشخصية للمستخدمين

لذلك، فإن الأمن والأمان الحقيقي للإنترنت، ليس متوقفًا عليه فقط، بل من المفترض أن يكون نابعًا منا أولًا، فإن لم يكن موجودًا فينا، فسلام على أمان وأمن لن يتواجدا.

المؤلفون

كلمات مفتاحية: تربية الأطفال الاختراق أولياء الأمور


عدد القراءات: 192