تُعدّ الصداقة من أهم العلاقات الاجتماعية التي يمر بها الأفراد والأطفال على وجه الخصوص، لما تُحدثه من آثار إيجابية على شخصية الطفل، بالصداقة تبرز العديد من القيم الأخلاقية الحسنة وسلامتها منذ الصغر تمنح الفرد شخصية طيّبة سويّة، كما أنّ الكثير من المهارات تتطور وتنمو بالصداقة، فقد خرجت الأبحاث بنتائج تفيد أنّ الصداقة ضرورية للتعافي من المرض وللحفاظ على عمر طويل، فهي ضرورية للإبقاء على صحة طفلك جسدياً ووجدانياً.

إنّ علاقة الصداقة تبدأ في مرحلة مبكرة من عمر الطفل وتظهر بداياتها غالباً بعد سن أربع سنوات، حيث من السهل عليهم بناء الصداقات، فيتخذ الطفل رفيقه في المدرسة الذي يجلس بجانبه صديقاً، أو زميله في هواية ما، وقد تستمر الصداقة فترة طويلة وتمتد مع تقدم العمر، ومنها ماينتهي بانتهاء المرحلة.

يوجد صنفان للصداقة:

  • الصداقة الجيدة، وهي التي تؤثر بشكل إيجابي في الطفل وتساعده في تنمية العديد من المهارات والقيم، وتمدّه بشخصية قوية وواثقة وسويّة.
  • الصداقة غير الجيدة، وهي العلاقة ذات التأثير السلبي على الطفل واستمرارها سيؤدي لنتائج غير مرغوبة تنعكس على سلوكيات الطفل وشخصيته.

في عصر التكنولوجيا لا يلبث الطفل إلّا وقد انغمس في تعلم ما هو إلكتروني بدايةً بسماع الموسيقى ثم اللعب، ثم التعلم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتزداد هذه الظاهرة في حال غياب الرقابة الأبوية أو إهمال الأهل لهذه المسألة وترك الاطفال يفعلون ما يحلوا لهم.

فيلجأ الطفل لقضاء معظم وقته على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ونتاج ذلك التقليل من العلاقات الاجتماعية على أرض الواقع أو الصداقة في المراحل المبكرة من عمر الطفل، وهذا قد يُحدث نقصاً، إذ أنّ الأطفال يتأثرون بكلّ نمط يعيشونه في صغرهم واستقصاء الصداقة مع الآخرين وما يتبعها من إشباع حاجاتهم للعب والمرح والحركة وتعلّم ما هو جديد من البيئة الخارجية سيؤثر على شخصيتهم بالدرجة الأولى ومنه سيبحث الطفل عن بديل فقد يلجأ للبحث عن الأصدقاء على شبكات التواصل الاجتماعي.


الصداقة الإلكترونية:
من المهم تعليم وتربية أطفالنا أن الصداقة الوهمية المبنية عبر الإنترنت ليست مُحبّبة، نظراً لمجهولية الشخصية، ولأن الصداقة الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تؤثر بشكل إيجابي على شخصية الطفل ونموّه كما الصداقة الحقيقية.


بناء الصداقات:
لذا من المهم للآباء والامهات تربية وزيادة الاهتمام بأطفالهم ومساعدتهم في إيجاد أصدقاء على أرض الواقع ونرفق هنا بعض النصائح الممكنة لمساعدة طفلك في بناء الصداقات:

  • بدايةً كونوا لأطفالكم نموذجاً حسناً، فالاهتمام بالعلاقات الاجتماعية يشجع الأطفال على تكوين الصداقات والانخراط مع الآخرين بسهولة، ولن تنجح تربية الأطفال على تكوين الصداقات الحقيقية إذا كان الأهل يقضون وقتاً كثيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
  • الاهتمام بمتابعة صحة الأطفال النفسية لوقايتهم من التأثر بسلبيات الإنترنت.
  • تشجيع الطفل لاشتراكه بنشاطات بعد المدرسة: مثل النادي والرياضة، أو دروس لتعلم الموسيقى أو الرسم، أو دروس تحفيظ القرآن الكريم.
  • تحضير المأكولات السهلة لطفلك ليأخذها معه سواء إلى المدرسة أو إلى الحديقة كي يشارك بها أصدقائه.
  • استقبال أصدقاء طفلك والقيام بالتجهيزات اللازمة لحضورهم سيساعد الطفل في تعلم العديد من القيم الطيبة ويشجعه على بناء الصداقات بشكل مستمر.
  • كونوا أصدقاء أطفالكم بالدرجة الأولى، ولا تتركوهم وحدهم، فربما تتعرض صداقتهم بالمدرسة أو بالحي لمشكلة ما، فيلجأوا لكم بدل أن يلجأوا للصداقات الوهمية.
  • من المهم للأهل تعلم ماذا على أطفالهم المراهقين أن يعلموا عن العلاقات الغرامية عبر الإنترنت
     

المؤلفون

هيا سويدان

مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت

كلمات مفتاحية: حماية الاطفال الصداقة أولياء الأمور المعلمون والمرشدون تربية الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي العلاقات الغرامية


عدد القراءات: 545